elamani

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
elamani

منتدى عام للأسرة


    الاستخارة..

    Admin
    Admin
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 110
    العمر : 34
    تاريخ التسجيل : 16/08/2008

    الاستخارة.. Empty الاستخارة..

    مُساهمة من طرف Admin الخميس فبراير 12, 2009 12:56 am


    حياكم الله أخواتي وإخواني

    إنّ من محاسن شريعتنا الغرّاء ( الشريعة الإسلامية ):
    صلاة الاستخارة،
    التي جعلها الله لعباده المؤمنين بديلاً عمّا كان يفعله أهل الجاهليّة من الاستقسام بالأزلام والحجارة الصمّاء،
    التي لا تنفع ولا تضرّ،

    وعلى الرغم من أهميّة هذه الصلاة، وعِظَم أثرها في حياة المؤمن، إلا أنّ كثيراً من الناس قد زهد فيها،
    إمّا جهلاً بفضلها وأهميتها، وإمّا نتيجة لبعض المفاهيم الخاطئة التي شاعت بين الناس
    ممّا لا دليل عليه من كتاب ولا سنّة، وهذا ما أردت التنبيه إليه، فمن هذه المفاهيم:


    - اعتقاد بعض الناس أنّ الاستخارة لا تشرع إلا في أمور معيّنة،
    كالزواج والسفر ونحو ذلك، أو في الأمور الكبيرة ذات الشأن العظيم،
    وهذا اعتقاد غير صحيح، لقول الراوي في الحديث: (( كان يعلّمنا الاستخارة في الأمور كلّها.. )).
    ولم يقل: في بعض الأمور أو في الأمور الكبيرة،
    وهذا الاعتقاد جعل كثيراً من الناس يزهدون في صلاة الاستخارة
    في أمور قد يرونها صغيرة أو حقيرة أو ليست ذات بال؛ ويكون لها أثر كبير في حياتهم.



    - اعتقاد بعض الناس أنّه لا بد من انشراح الصدر للفعل بعد الاستخارة،
    وهذا لا دليل عليه، لأنّ حقيقة الاستخارة تفويض الأمر لله، حتّى وإن كان العبد كارهاً لهذا الأمر،
    والله عز وجل يقول:
    ( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)
    وهذا الاعتقاد جعل كثيراً من الناس في حيرة وتردد حتى بعد الاستخارة،
    وربّما كرّر الاستخارة مرّات فلا يزداد إلا حيرة وتردّداً، لا سيما إذا لم يكن منشرح الصدر للفعل الذي استخار له،
    والاستخارة إنّما شرعت لإزالة مثل هذا التردد والاضطراب والحيرة.


    - اعتقاد بعض الناس أنّه لا بدّ أن يرى رؤيا بعد الاستخارة تدله على الصواب،
    وربّما توقّف عن الإقدام على العمل بعد الاستخارة انتظاراً للرؤيا،
    وهذا الاعتقاد لا دليل عليه، بل الواجب على العبد بعد الاستخارة أن يبادر إلى العمل مفوّضاً الأمر إلى الله كما سبق،
    فإن رأى رؤيا صالحة تبيّن له الصواب، فذلك نور على نور، وإلا فلا ينبغي له انتظار ذلك.


    دعاء صلاة الاستخارة
    عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا
    كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ : إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ :

    ( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ ,
    وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ ,
    اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي
    أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ ,
    اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي
    أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ
    وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ) وَفِي رواية ( ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (1166)

    كيفية صلاة الاستخارة ؟
    1- تتوضأ وضوءك للصلاة .
    2- النية .. لابد من النية لصلاة الاستخارة قبل الشروع فيها .
    3- تصلي ركعتين .. والسنة أن تقرأ
    بالركعة الأولى بعد الفاتحة بسورة (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) ،
    وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة بسورة (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) .
    4- وفي آخر الصلاة تسلم .
    5- بعد السلام من الصلاة ترفع يديك متضرعا ً إلى الله
    ومستحضرا ً عظمته وقدرته ومتدبرا ً بالدعاء .
    6- في أول الدعاء تحمد وتثني على الله عز وجل بالدعاء .. ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ،
    والأفضل الصلاة الإبراهيمية التي تقال بالتشهد .
    « اللّهُمَّ صَلّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبراهيم وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ
    وَبَارِكْ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ
    في العالمينَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ » أو بأي صيغة تحفظ .
    7- تم تقرأ دعاء الاستخارة :
    ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ ... إلى آخر الدعاء .
    8- وإذا وصلت عند قول :
    (اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (( هنا تسمي الشيء المراد له
    مثال : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ
    (( سفري إلى بلد كذا أو شراء سيارة كذا أو الزواج من بنت فلان ابن فلان أو غيرها من الأمور ))
    ثم تكمل الدعاء وتقول : خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ
    فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ .
    تقولها مرتين .. مرة بالخير ومرة بالشر كما بالشق الثاني من الدعاء :
    وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي ... إلى آخر الدعاء .

    9- ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ..
    كما فعلت بالمرة الأولى الصلاة الإبراهيمية التي تقال بالتشهد .

    10- والآن انتهت صلاة الاستخارة .. تاركا ً أمرك إلى الله متوكلا ً عليه ..
    واسعى في طلبك ودعك من الأحلام أو الضيق الذي يصابك ..
    ولا تلتفت إلى هذه الأمور بشيء .. واسعى في أمرك إلى آخر ماتصل إليه .


    أمور يجب مراعاتها والانتباه لها :

    1- عود نفسك الاستخارة في أي أمر مهما كان صغيراً .

    2- أيقن بأن الله تعالى سيوفقك لما هو خير ، واجمع قلبك أثناء الدعاء وتدبره
    وافهم معانيه العظيمة .

    3- لا يصح أن تستخير بعد الفريضة ، بل لابد من ركعتين خاصة بالاستخارة .

    4- إن أردت أن تستخير بعد سنة راتبة أو صلاة ضحى أو غيرها من النوافل ،
    فيجوز بشرط أن تنوي الاستخارة قبل الدخول في الصلاة ،
    أما إذا أحرمت بالصلاة فيها ولم تنوِ الاستخارة فلا تجزئ .

    5- إذا احتجت إلى الاستخارة في وقت نهي (أي الأوقات المنهي الصلاة فيها)،
    فاصبر حتى تحلَّ الصلاة ، فإن كان الأمر الذي تستخير له يفوت فصلِّ في وقت النهي واستخر .

    6- إذا منعك مانع من الصلاة فانتظر حتى يزول المانع ،
    فإن كان الأمر الذي تستخير له يفوت وضروري ، فاستخر بالدعاء دون الصلاة .

    7- إذا كنت لا تحفظ دعاء الاستخارة فاقرأه من ورقة أو كتاب ، والأولى أن تحفظه .

    8- يجوز أن تجعل دعاء الاستخارة قبل السلام من الصلاة - أي بعد التشهد -
    كما يجوز أن تجعله بعد السلام من الصلاة .

    9- إذا استخرت فأقدم على ما أردت فعله واستمر فيه ، ولا تنتظر رؤيا في المنام أو شي من ذلك .

    10- إذا لم يتبين لك الأصلح فيجوز أن تكرر الاستخارة .

    11- لا تزد على هذا الدعاء شيئاً ، ولا تنقص منه شيئاً ، وقف عند حدود النص .

    12- لا تجعل هواك حاكماً عليك فيما تختاره ، فلعل الأصلح لك في مخالفة ما تهوى نفسك
    (كالزواج من بنت معينه أو شراء سيارة معينه ترغبها أو غير ذلك ) بل ينبغي للمستخير ترك اختياره رأسا
    وإلا فلا يكون مستخيرا لله ، بل يكون غير صادق في طلب الخيرة

    13- لا تنس أن تستشير أولي الحكمة والصلاح واجمع بين الاستخارة والاستشارة .

    14- لا يستخير أحد عن أحد . ولكن ممكن جدًا أن تدعو الأم لابنها أو ابنتها أن يختار الله لها الخير ،
    في أي وقت وفي الصلاة .. في موضعين :
    الأول: في السجود .
    الثاني: بعد الفراغ من التشهد والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم بالصيغة الإبراهيمية

    15- إذا شك في أنه نوى للاستخارة وشرع في الصلاة ثم تيقن وهو في الصلاة فينويها نافلة مطلقة .
    ثم يأتي بصلاة جديدة للاستخارة

    16- إذا تعددت الأشياء فهل تكفي فيها استخارة واحدة أو لكل واحدة استخارة ؟
    .. الجواب : الأولى والأفضل لكل واحدة استخارة وإن جمعها فلا بأس .

    17- لا استخارة في المكروهات من باب أولى المحرمات .

    18- لايجوز الاستخارة بالمسبحة أو القرآن (كما يفعله الشيعه)هداهم الله ،
    وإنما تكون الاستخارة بالطريقة المشروعة بالصلاة والدعاء .

    فائدة :


    وفي المسند من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
    ( من سعادة ابن آدم استخارته الله تعالى ، ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضاه الله ،
    ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله عز وجل ، ومن شقوة ابن آدم سخطه بما قضى الله ) ،
    قال ابن القيم فالمقدور يكتنفه أمران : الاستخارة قبله، والرضا بعده .

    وقال عمر بن الخطاب : لا أبالي أصبحت على ما أحب أو على ما أكره ،
    لأني لا أدري الخير فيما أحب أو فيما أكره .
    فيا أيها العبد المسلم لا تكره النقمات الواقعة والبلايا الحادثة ، فلرُب أمر تكرهه فيه نجاتك ،
    ولرب أمر تؤثره فيه عطبك ، قال سبحانه وتعالى :
    { وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }
    (سورة البقرة : 216) .

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ما ندم من استخار الخالق ، وشاور المخلوقين ، وثبت في أمره .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 12:40 pm